اخبار

مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) في مؤتمر المحافظين

حضر مجلس الأعمال العراقي البريطاني مؤتمر حزب المحافظين في مانشستر، ولاحظ أن الحزب يعمل على إعادة تنظيم صفوفه بعد هزيمته الانتخابية في عام 2024. وعلى الرغم من تداول الحديث عن احتمال تحدي قيادة كيمي بادنوك، إلا أنه من الواضح أنها واجهت التحدي بثبات وأنهت الأسبوع في موقع قوي، بعد أن أعادت تركيز الحزب على قيمه الأساسية، حيث أظهر الوفد الصغير من الأعضاء تفاؤلاً واستعدادًا لبدء عملية إعادة ابتكار الحزب. ومع أن عدد الحضور كان أقل من الأعوام السابقة، إلا أن اللافت هو النسبة العالية من الشباب بين الحاضرين، مما يشير إلى أن العديد من الأعضاء الأكبر سنًا ربما انتقلوا إلى حزب “الإصلاح” (Reform). هذا الحضور الشبابي يُعد مؤشرًا إيجابيًا، وكأن عملية “تنقية داروينية” قد حدثت داخل الحزب.

فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وبخلاف حزب العمال، بدا الحزب أقل انشغالاً بقضايا غزة والشرق الأوسط، وأكثر تركيزًا على التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة. قادت بريتي باتيل، وزيرة الخارجية في الحكومة الظلية (Shadow FCDO Minister)، النقاش من على المنصة بخطاب قوي وحازم أكدت فيه على ضرورة تعزيز المرونة والتركيز على جاهزية القوات المسلحة والاستخباراتية (وخاصة السيبرانية) لمواجهة التهديدات الحالية، بدءًا من الحرب الهجينة الروسية إلى “محور الاستبداد الجديد” الذي يضم الصين وإيران، داعيةً إلى دعم ثابت وغير متهاون لأوكرانيا.

كما تناولت عدة جلسات التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة، من بينها جلسة نظمها مجلس المحافظين للشرق الأوسط (Conservative Middle East Council) بمشاركة نيكولاس هوبتون، الذي دعا إلى تعزيز “القوة الناعمة” البريطانية من خلال التجارة والأعمال والمجلس الثقافي البريطاني وBBC، إلى جانب تعزيز المرونة الاقتصادية بالتوازي مع دعم الدفاع وصناعة التسلح.

وشاركت تشاتام هاوس في عدد من النقاشات بمشاركة ويندي مورتن، وزيرة الخارجية في الحكومة الظلية، بينما تحدث أندرو ميتشل في محور التنمية، وأكد أندرو غريفيث، وزير الأعمال في الحكومة الظلية، أن الحزب عاد إلى صف قطاع الأعمال ويدعم التجارة مع الشركاء الدوليين. وبصورة عامة، دعا الحزب إلى تكامل أدوات القوة البريطانية – في مجالات الأعمال والتجارة والقوة الناعمة والدفاع الصلب – بما يخدم المصلحة الوطنية، مع التأكيد على أهمية تفعيل فرص التجارة الدولية ضمن اتفاقية TTCP.

كان السفير التركي وممثل إقليم كردستان العراق بارزين في الفعاليات، لا سيما خلال فعالية المفوضية الأوروبية، حيث دعت بريتي باتيل إلى الوحدة مع أوروبا في مواجهة العدوان الروسي. كما شهدت جلسة أصدقاء المحافظين لأوكرانيا حضورًا كبيرًا، وأكدت باتيل مجددًا دعمها الثابت لأوكرانيا إلى جانب جاك لوبرستي واثنين من القادة الأوكرانيين. كذلك شهدت جلسات تحالف الازدهار العالمي (Coalition for Global Prosperity) طرح حجج قوية لصالح تعزيز الدفاع كاستراتيجية للنمو الاقتصادي البريطاني، مشيرة إلى الوظائف عالية الجودة والفوائد الاجتماعية التي توفرها صناعة الأسلحة للمجتمعات المحلية.

يبدو أن هذا الحزب لا يمكن الاستهانة به، فهو يخوض مرحلة إعادة تشكيل شاملة قد تفاجئ الجميع في الانتخابات القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى